تنفيذ خرائط التعاطف: الخطوة الأولى نحو التفكير التصميمي

responsive web design

تعد خريطة التعاطف empathy map إحدى أدوات العمل المشترك للمساعدة على فهم المستخدم بصورة أفضل، وتشبه كثيرًا شخصية المستخدم أو شرائح العملاء في تمثيلها لفئة معينة من المستخدمين.

تنقسم خريطة التعاطف إلى عدد من الأقسام، يمثل كل منهم جانبًا من جوانب تجربة المستخدم، وتتمثل الأقسام فيما يلي:

1. الأفكار والمشاعر

يعكس هذا القسم أفكار المستخدم ومشاعره المحتملة أثناء تصفح الموقع أو التطبيق، سواءً المعتقدات أو مشاعر القلق أو الانهماك أو غيره.

ويتعمق أيضًا في خبايا المستخدم النفسية بهدف فهم مشاعره وأفكاره أثناء التعامل مع كل خاصية أو خدمة بالإضافة إلى الكشف عن التوقعات والمخاوف والأحكام المسبقة وردود الأفعال عند الانفعال.

وبإمكان للمصمم التعرف على الدوافع والمخاوف وراء سلوك المستخدم من خلال عدد من الأسئلة عما يشغل تفكير المستخدم أو ردود أفعال المستخدمين، وهو ما يعد ضروريًا لإيجاد حلول هدفها المستخدم والتأكد من وجود حلقة وصل بين التصميم والمستخدم على المستويين النفسي والعقلي.

2. الاستماع

يركز القسم على ما يتلقاه المستخدم من بيئته المحيطة وما بها من أشخاص، وهو ما يعد فعالًا عند قياس تأثير المؤثرات الخارجية، كما يهدف إلى التركيز على الآراء السائدة وضغوطات المجتمع التي قد يكون لها تأثير على تشكيل إدراكه وأسلوب تفاعله مع الخدمة أو الخاصية.

ويساعد كل ذلك المصمم على توقع المؤثرات الخارجية والتعامل معها والتأكد من توافق الواجهات مع بيئة التواصل الخاصة بالمستخدم.

3. المؤثرات البصرية

يتطرق هذا القسم إلى المؤثرات الخارجية التي يتعرض لها المستخدم ببيئته المحيطة مع الأصدقاء والزملاء والعائلة بالإضافة إلى جميع أشكال الوسائط المتعددة.

وبالتالي، فإن محور هذا القسم هو التفاعلات البصرية التي يتعرض لها المستخدم في البيئة من حوله ومدى تأثيرها على سلوكياته ووجهات نظره، حيث يساعد فهم تلك الجوانب على تصميم الواجهات وتخطيطها بما يخدم تجربة المستخدم وتوقعاته ويضمن الحصول على مخططات متناسقة وتفاعلية.

4. الأقوال والأفعال

يمثل هذا القسم ما قد يقوله المستخدم أو يفعله في موقف معين من خلال تسجيل ردود أفعاله وسلوكه، حيث يلخص ما يرصد من أفعال المستخدم وأقواله، مما يعكس الكثير عن المستخدم وسلوكه الخارجي وتعبيراته الشفهية وتفاعلاته، وهو ما يعد ضروريًا لبناء تصميمات وحلول محورها تجربة المستخدم.

An empathy map

5. التحديات وثمارها

يمكنك التعرف على تحديات المستخدمين من فهم ما لديهم من مخاوف ومشاعر إحباط، حيث يمكنك تشكيل مجموعة هدفها التعرف على مختلف التحديات التي تواجه المستخدمين عند التفاعل مع واجهاتك. أما بالنسبة لاستفادة المستخدم، فعلى فريق التصميم كتابة احتياجاته والاستفادة التي يحصل عليها كالنجاح أو تحقيق غرضه من استخدام الموقع أو التطبيق.


ما أهمية خريطة التعاطف؟

تنعكس فائدة خريطة التعاطف في تصميم تجربة وبنائها المستخدم وسد الفجوة بين احتياجات المستخدم ومتطلباته وحلول التصميم.

ويساعد وضع تصور لأسلوب المستخدم في التفكير ومشاعره وأقواله وأفعاله وما يسمعه ويراه على الوصول إلى فهم أعمق لتجاربه والدوافع وراء سلوكه، تمامًا كما تساعد هذه النظرة الشاملة المصمم على الوصول إلى حلول بديهية هدفها الرئيسي المستخدم وتحقيق إمكانية الوصول له بالإضافة إلى تشجيعها على التفاعل الإيجابي وتحقيق الرضا للمستخدم ومساعدة الفريق على تحديد الاتجاه الذي سيسير وفقه، مما يضمن توافق المنتج الأخير مع توقعات المستخدم الرئيسي وتوفير الحلول الفعالة لمختلف التحديات التي تواجهه.