نحو تجربة رقمية خالية من التعقيد: كيف يدعم نظام التصميم الإماراتي تصفير البيروقراطية

23rd Jul 2025
responsive web design

في ظل التزام حكومة دولة الإمارات بتعزيز كفاءة الخدمات وتسريع تقديمها، أُطلق برنامج تصفير البيروقراطية كمبادرة وطنية تهدف إلى تقليل التعقيد في الإجراءات الحكومية. ومع انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج، أصبح التركيز موجّهًا نحو البيروقراطية الرقمية؛ تلك الحواجز التي تظهر في أثناء استخدام الخدمات الإلكترونية، سواء في شكل خطوات غير ضرورية، أو تصميم غير موحّد، أو غياب النفاذية.
في هذا الإطار، يبرز نظام التصميم الإماراتي كأداة فاعلة تُسهم في تمكين الجهات من تقديم خدمات رقمية متسقة، سهلة الاستخدام، وشاملة، بما يعكس توجه الدولة نحو تجربة حكومية أكثر كفاءة وأقل تعقيدًا.

تصميم موحّد لتجربة أبسط

من أبرز مظاهر البيروقراطية الرقمية التفاوت في تجربة الاستخدام بين منصات الجهات الحكومية. هذا التفاوت يمكن أن يؤدي إلى إرباك المستخدم، وزيادة اعتماده على الدعم.
يوفّر نظام التصميم الإماراتي مكتبة من المكونات الجاهزة (مثل النماذج، الأزرار، وأنماط التنقل)، مما يساعد على توحيد تجربة الاستخدام، وتقليل الحواجز التي قد يواجهها المتعامل. هذه التجربة الموحدة تسهم على نحو مباشر في تسريع إنجاز الخدمة وتسهيل فهم خطواتها.

تسريع التنفيذ من خلال مكونات جاهزة

إحدى التحديات التي تواجهها الجهات هي استهلاك الوقت والموارد في بناء الواجهات من الصفر. هنا يأتي دور نظام التصميم في تقديم عناصر يمكن إعادة استخدامها مرارًا، دون الحاجة الى تكرار التطوير. هذا لا يقلل من الجهد فقط، بل يسرّع إطلاق الخدمات الجديدة، ويضمن أن تكون النتيجة متوافقة مع معايير الجودة والتجربة الرقمية الموحدة.

تصميم يراعي الجميع

حين تكون الخدمة غير مهيأة للجميع، تظهر البيروقراطية في صورة دعم إضافي، أو مسارات بديلة، أو حتى تخلٍ عن الخدمة. نظام التصميم يدمج إرشادات النفاذية الرقمية ومبادئ الوصول WAI واستخدام مقتبسات من إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG) 2.1 في صميم مكوناته، مما يضمن تجربة رقمية عادلة وشاملة، سواء لكبار السن، أصحاب الهمم، أو أي مستخدم يواجه تحديات مؤقتة أو دائمة.

متاح في كل وقت، ومن أي جهاز

في ظل التوجه نحو خدمات متوفرة على مدار الساعة، يوفر النظام بنية تصميم تستجيب لمختلف الأجهزة، مع تركيز خاص على الهواتف الذكية. هذا يضمن أن الخدمات الحكومية يمكن الوصول إليها بسهولة من أي مكان، في أي وقت، دون عوائق تقنية.


في الوقت الذي تسعى فيه الجهات الحكومية إلى تطوير خدمات رقمية سريعة وسلسة، يُعد نظام التصميم الإماراتي أداة تمكينية فعّالة تسهم في تصفير البيروقراطية من جذورها الرقمية. فهو لا يقدّم فقط أدوات تصميم، بل يقدّم نموذجًا للتبسيط، ومعيارًا للشمولية، وأساسًا للاتساق والجودة.
كل جهة تعتمد النظام، تتقدم خطوة نحو حكومة رقمية أكثر كفاءة، وأقرب للمستخدم، وخالية من التعقيد.