إنشاء بوابات خدمات حكومية مُستدامة مماثلة للمعايير الأخلاقية: تحقيق التوازن بين الأمن والفعالية

في عصرنا الحالي حيث يُعيد التحول الرقمي تشكيل الحوكمة، أصبح تطوير بوابات الخدمات الحكومية التي تساعد المواطنين والمقيمين على التعامل مع الحكومة تعاملاً رقميًا شاملا أمرًا حاسمًا.
وتمثل هذه البوابات الواجهة الرئيسية للتواصل بين المواطنين والخدمات الحكومية، مما يجعل تصميمها وتنفيذها أمران بالغا الأهمية للجمهور. لكن نشأ اتجاه شائك: هو الإفراط في التصميم الهندسي لهذه البوابات باسم الأمن على حساب الاستدامة وتجربة المستخدم.
هذا المقال يستكشف كيفية إنشاء استراتيجيات تطوير مُنتَج مُستدام وأخلاقي لبوابات الخدمات الحكومية، مع تسليط الضوء على الموازنة بين الأمن الصارم والمسؤولية البيئية.
حتمية الاستدامة في تقنية المعلومات الحكومية
مع اقترابنا من عام 2030، ترجّح التوقعات أن إنتاج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتشغيلها سيستهلك 21% من الكهرباء العالمية. وبما أن أعمال تكنولوجيا المعلومات الحكومية لها أهمية كبيرة وتنتشر انتشارًا واسعًا،فإنها ستسهم إسهامًا كبيرًا في هذه التقديرات. لذا، أي استراتيجية لتطوير بوابات الخدمات الحكومية يجب أن تعطي أولوية للاستدامة من بداية إنشائها.

ومن أجل إنشاء أُطر تكنولوجيا معلومات مُستدامة للبوابات الحكومية، فإننا بحاجة إلى ما يلي:
- فحص أعمال تكنولوجيا المعلومات الموجودة بالفعل لاكتشاف العمليات غير الفعالة منها.
- اعتماد حلول الأجهزة والبرمجيات المتوفرة للطاقة.
- تحقيق الوضع الأمثل لأعمال مراكز البيانات
- اعتماد الحوسبة السحابية والتقنيات الافتراضية عندما يكون ذلك مناسبًا.
الموازنة بين الأمن والاستدامة

الأمن أمر لا غنى عنه في الأنظمة الحكومية، لكن يجب ألا يكون على حساب الاستدامة أو قابلية الاستخدام. وإجراءات الأمن ذات الهندسة المفرطة غالبًا ما تؤدي إلى:
- زيادة استهلاك الطاقة بسبب العمليات المعقدة
- ضعف تجربة المستخدم، مما يؤدي إلى طول وقت الجلسات وزيادة استخدام المصادر
- الإفراط في تخزين البيانات ومتطلبات المعالجة
وبدلاً من ذلك، يجب مراعاة ممارسات الأمن المُستدام الآتية:
- تطبيق المصادقة المبنية على المخاطر: تعديل مستويات الأمن على أساس حساسية المعلومات المُتاحة. وبالتالي يجب أن توجد وسيلة لمصادقة الطلب بأمان بدلاً من إنشاء كلمة مرور لمرة واحدة لكل إجراء.
- استخدام خوارزميات التعمية الفعالة التي توفر أمنًا قويًا دون الإفراط في العمليات الحاسوبية. ويجب أن تكون هذه الخوارزميات على أساس مبادئ قابلة للاستخدام ومجرَّبة ومستخدمة بكثرة بدلاً من ابتكار وسيلة حاسوبية قد تتطلب الكثير من الطاقة.
- مراجعة عمليات الأمن بانتظام وحذف الخطوات غير الضرورية. وهذا أيضًا يتطلب صورة من تعديل البرمجيات للمساعدة على تحقيق هدف مُستدام.
بناء نموذج تشغيل جديد
من أجل التنفيذ المُحكم للاستدامة في بوابات الخدمات الحكومية، فإننا بحاجة إلى سد الفجوة بين عمليات تكنولوجيا المعلومات واستراتيجيات المؤسسات. وهذا النموذج الجديد للتشغيل يجب أن يتوفر فيه ما يلي:
- دمج أهداف الاستدامة في جميع مراحل دورة تطوير المُنتَج
- إنشاء فِرق متعددة المهام تجمع بين خبراء الاستدامة والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات
- تطبيق رقابة مستمرة وعمليات تحسين كفاءة الطاقة.
- إعطاء الأولوية للابتكارات المُستدامة في اختيارات التكنولوجيا وعمليات التطوير.
قبل إنشاء نظام رقمي، هناك حاجة إلى وضع تعريف واضح للعمليات الأساسية وتحسينها. يجب عدم إنشاء النظام من أجل خدمة العملية ولكن يجب الوصول إلى العملية أولاً وتحسين بنية المتطلبات إن كانت مطلوبة قبل هندسة نظام يتم دمج استدامته في العملية نفسها.
تصميم يركز على المستخدم من أجل الاستدامة
أحد جوانب البوابات الحكومية المُستدامة الذي عادةً ما يتم تجاهله هو التصميم الذي يركز على المستخدم. فعند التركيز على احتياجات المستخدم وسلوكياته، يكون بإمكاننا إنشاء أنظمة تتمتع بمزيد من الفعالية والاستدامة وذلك عن طريق ما يلي:
- تبسيط رحلة المستخدم: تقليل عدد الخطوات المطلوبة لإنجاز المهام
- تطبيق التنقل السهل: مساعدة المستخدمين على الوصول إلى المعلومات بسرعة، وتقليل الوقت المُستغرَق على البوابة.
- استخدام الإفصاح المتدرج: تقديم المعلومات الضرورية فقط وتقليل تحميل البيانات والحمل المعرفي.
- توفير تعليمات واضحة: تقليل الالتباس ودعم الطلبات وتقليل استخدام النظام بوجه عام.

الخلاصة
يتطلب إنشاء بوابات الخدمات الحكومية المُستدامة ذات المعايير الأخلاقية تحقيق توازن دقيق بين الأمن وسهولة الاستخدام والمسؤولية البيئية. وعن طريق تبنّي منهجية شاملة تراعي دورة الحياة الكاملة لهذه المُنتَجات الرقمية، يكون بإمكاننا تطوير بوابات لا تخدم المواطنين بفعالية فحسب بل أنها أيضًا تساهم في صنع مستقبل أكثر استدامةً.
وبينما نمضي قدمًا، من الأهمية بمكان أن نتذكر أن الأمن الصارم ليس من الضرورة أن يكون على حساب الاستدامة. ومن خلال التزامنا بالتصميم الفعال والوضع الأمثل للعمليات والتركيز على احتياجات المستخدم، يكون بإمكاننا إنشاء بوابات خدمات حكومية آمنة وصديقة للمستخدم ومسؤولة بيئيًا. وهذه المنهجية لا تعود بالنفع على عالمنا فحسب بشكل عام، ولكنها أيضًا تعزز ثقة الجمهور وإشراكهم في الخدمات الحكومية.